لا تخلو منطقة في أنحاء المعمورة من الحمام أينما ذهبت شرقا وغربا تراه يحلق في السماء طبيعته القوية وقوة احتماله ساعدته على التأقلم مع كافة الظروف فسكن المناطق الدافئة والباردة وسكن الكهوف وشقوق الجبال وسكن البيوت والمزارع والأشجار والصحارى . وترجع معرفة الإنسان بالحمام إلى ألاف السنين حيث وجدث أثار في الحضارات القديمة لأوروبا واسيا وشمال إفريقيا تحوي نقوش عن الحمام خاصة في مصر الفرعونية حيث عشق الفراعنة الحمام وقدسوه وتوارثوا تربيته حتى العصر الحالي فأرتبط بالمأثورات الشعبية المصرية من حكم وأمثال ( إللي معاه قرش ومحيره يجيب حمام ويطيره ) و أغاني شعبيه ولعل أشهرها سمسمية ( بتغني لمين يا حمام ) وأرتبط أيضا بالحياة الدينية فوردت إشارات في الكتاب المقدس عن الحمام واليمام فإذا كان الحصان هو درة الحيوانات فلاشك أن الحمام هو درة الطيور .
وسكن الحمام وجدان شعوب العالم فاتخذوا من ألفته رمز للمحبة والسلام والإخلاص فتراه يحمل في شعارات المنظمات السلمية غصن الزيتون مذكرا إيانا بقصة سيدنا نوح والطوفان حين أحضرت الحمامة غصن الزيتون دليلا على نهاية الطوفان وشارك في الحروب فحمل رسائل الكشافة والجواسيس فأثر في حياة الشعوب ومصائرها ولذكاء الحمام وحبه لوطنه وإصراره علي العودة إلى مسكنه قاطعا آلاف الأميال فكان رمزا للانتماء ولمس بهديله العذب قلوب العشاق فصارت العديد من الروايات الرومانسية تحمل بين سطورها قصصا للحمام يحمل مكاتيب العشاق ومن الناس من أحترف تربيته وأتخذه مصدرا لرزقه ورزق أولاده ...
فسبحان الله الذي خلق فأبدع .