يرجع أسباب فشل العلاج بالمضادات الحيويه الى أسباب متعدده بعضها يتعلق بالمضاد الحيوى نفسه و بعضها يتعلق بالدواجن و بعضها يتعلق بالميكروب و البعض الآخر يتعلق بالبيئة التى تعيش بها الدواجن وبعضها يتعلق بالإشراف و العمالة.
و من الممكن إجمال أسباب فشل علاج أمراض الدواجن بالمضادات الحيوية فى الآتى:-
أولاً : أسباب تتعلق بالمضاد الحيوى
1- المضاد الحيوى غير مناسب لعلاج الميكروب المسبب :-
مثل إستخدام الأمبيسللين لعلاج الدواجن فى حالة مرض الميكوبلازما و من المعروف أن ميكروب الميكوبلازما لا يتأثر بأى مضاد حيوى من مجموعة البنسيللين مثل الأمبيسللين أو الأموكساسيللين وذلك لأن هذه المجموعه تعمل على تدمير جدار الخلية للميكروب فى حين أن الميكوبلازما ليس لها جدار خلوى بل لها غشاء خلوى فقط .
مثال آخر لإستخدام مضاد حيوى غير مناسب هو الكولاى بالتيلوسين الذى لا يؤثر على ميكروب الكولاى بل يعمل على ميكروب الميكوبلازما فقط .
2- التضاد بين المضادات الحيوية :-
إستخدام خليط من المضادات الحيوية بينه تضاد أو عدم تجانس مثل :-
البنسيللين + التيتراسيكلين
السفالوسبورين +جينتاميسين
أو إستخدام مضاد حيوى قاتل للميكروب + مضاد موقف لنمو الميكروب مع عدم نسيان تفاصيل القاعدة التي قام بشرحها Dr.Baraa في موضوع سابق .
3- إستعمال مضاد حيوى لا يستطيع الوصول الى مكان العدوى:-
وذلك قد يكون بسبب خصائص كيميائية و فارماكولوجيه للمضاد الحيوى نفسه أو بسبب وجود مواد صديدية أو أنسجة ميتة أو موانع أخرى تمنع المضاد الحيوى من الوصول الى مكان الميكروب وهذه الحالة كثيراً ما تحدث فى حالات الميكوبلازما و المعقدة بواسطة الكولاى حيث نلاحظ تجبن و تكلس و صديد على الرئتين و القلب و الكبد و كثير من الأنسجة الداخلية مما يمنع المضاد الحيوى من الوصول الى مكان الميكروب و قتله .
4- إستعمال خاطىء للمضاد الحيوى :-
مثل إعطاء مضاد حيوى لا يمتص فى حالة عدوى جهازية عامة للدواجن كما فى حالة الإصابة بالكوريزا أو العدوى بالباستريللا و كذلك من الخطأ الشائع علاج حالات إسهال فى الطيور بواسطة مضاد حيوى يعطى عن طريق الحقن . أو علاج عدوى جهازية بمضاد حيوي لا يمتص من الأمعاء
ومن هنا يتبين أهمية معرفة خصائص الدواء و كيفية إمتصاصه و الأماكن التى يؤثر عليها و يكون له تركيز عالى فيها.
5- إستعمال مضاد حيوى بعد إنتهاء تاريخ صلاحيته أو تم تخزينه فى مكان سىء :-
فى كثير من الحالات لا يفقد المضاد الحيوى فعاليته فقط بل قد يتحول الى مركب كيميائى سام مثل :-
فى حالات التتراسيكلين و مجموعته فهو يتحول بعد إنتهاء الصلاحية أو مع التخزين السىء الى مادة شديدة السمية للطيور و تؤدى الى نسبة نفوق عالية.
6- مضاد حيوى غير فعال أو غير مطابق للمواصفات :-
فى حالات الغش التجارى للدواء .
7- إستعمال مضاد حيوى مع مواد كيميائية أخرى :-
ما أكثر المواد الكيميائية و العلاجية التى تفسد المضاد الحيوى مثل وجود بعض المطهرات من مجموعة الكلور و اليود و التى تُفسد أكثر المضادات الحيوية أو وجود أملاح بنسبة أعلى من المسموح بها فى ماء الشرب و التى ترسب كثيراً من المضادات الحيوية مثل الأمبيسللين و التتراسيكلين .
ويستحسن دائما عدم خلط المضادات الحيوية فى ماء الشرب مع أى كيماويات أو فيتامينات أو مطهرات فى وقت واحد بل يجب تنظيم إعطاء الدواء بحيث يتم وضع نوع واحد فى كل مرة و هكذا و يجب ملاحظة أن مجرد إرتفاع درجة حرارة الماء نتيجة تعرضه للشمس فى الصيف قد يفسد كثيراً من المضادات الحيوية التى تتأثر بالحرارة .
8- عدم إعطاء المضاد الحيوى بالجرعة الصحيحة و للمدة الصحيحة أقل مدة هي من 3 الى 5 أيام .
9- إستخدام مضاد حيوى واحد غير واسع الطيف فى حالات العدوى المركبة و المسببة من أكثر من ميكروب مثل فى حالة المرض التنفسى المزمن المعقد .
ثانياً : أسباب تتعلق بالطيور
1- ضعف مناعة الطيور فى المزرعة :
وجود مناعة ضعيفة للطيور فى المزرعة سواء كانت هذه المناعة هى مناعة الطائر العامة ودرجة مقاومته أو المناعة الخاصة ضد مرض معين فقلة الأجسام المناعية وقلة الخلايا البيضاء بالدم تجعل الطيور لا تستجيب للعلاج بالمضاد الحيوى.
ومن الجدير بالذكر أن كثيراً من المضادات الحيوية تقلل من الأجسام المناعية وتضعف المناعة العامة أو الخاصة للطائر مثل مركبات التتراسيكلين و الكلورامفينيكول وكذا بعض أنواع السلفاناميد.
ويجب أن نذكر هنا أيضاً أن كثيراً من مضادات الميكروبات لا تقتل الميكروب بل هى توقف تكاثره ونموه فقط وبعد ذلك يجىء دور المناعة و الخلايا البيضاء فى قتل الميكروب وتدميره.
2- عدم عزل الطيور المريضة و التى تنشر الميكروب فى كل مكان بالمزرعة وعدم التخلص من الطيور النافقة بأسرع ما يمكن.
3- توفر الظروف المناسبة لتكاثر الميكروب فى جسم الطائر.
ومن أسباب فشل العلاج بالمضاد الحيوى أيضاً
- وجود بيئة مناسبة لنمو الميكروب و تكاثره فى جسم الطائر مثل قلة الأكسجين في حالة الكولستريديا مثلاً وحالات التهوية السيئة .
- زيادة الحموضة فى دم الطائر و أنسجته او زيادة القلوية في الجهاز الهضمي .
- تراكم المواد المتجبنة فى أماكن الإصابة بجسم الطائر.
ثالثاً : أسباب تتعلق بالميكروب
1- الميكروب مقاوم للمضاد الحيوى :-
قد يكتسب الميكروب المقاومة للمضاد الحيوى و يتحول الميكروب الى مصنع للإنزيمات المدمرة للمضاد الحيوى أو قد يتجنب الميكروب التعامل مع المضاد الحيوى أصلاً وبذلك لا يتأثر الميكروب بالمضاد الحيوى و تتأثر الطيور فقط بسمية المضاد عند زيادة الجرعة وهذا مايؤكد اهمية اختبارات الحساسية .
2- نمو و تكاثر بعض الميكروبات الإنتهازية :-
عند إعطاء بعض المضادات الحيوية القوية مثل التتراسيكلين أو الأمبسيللين فإنها تقتل أيضاً بعض الميكروبات المفيدة (( الميكروفلورا )) خاصة تلك التى تكون طبقة مخاطية رقيقة على الجدار الداخلى للأمعاء فيسهل على بعض الميكروبات الإنتهازية غزو جدار الأمعاء و تتكاثر فيه و تغزوه وتؤثر عليه بسمومها فتلتهب الأمعاء بشدة و تؤدى الى حالات حدوث إسهال مرضي و هذه الميكروبات الإنتهازية مثل ميكروب السودموناس المقاوم لكثير من المضادات و كذا بعض الخمائر (( ييست )) و هذا يسمى العدوى الإنتهازية و عادة ما تشاهد فى نهاية فترة العلاج بالمضاد الحيوى .
رابعاً : أسباب تتعلق بالبيئة التى تعيش فيها الطيور واجراءات الايواء والرعاية غير الصحية وغير السليمة وهي من أهم أسباب فشل العلاج على سبيل المثال :
عدم التخلص من الأسباب التى أدت الى انتشار العدوى وحدوث المرض مثل :-
- عدم نظافة ماء الشرب .
-عدم تطهير الحظائر.
- عدم إصلاح الخطأ فى تكوين العليقة للطائر حيث يجب أن تكون العليقة متكاملة و محتوية على جميع العناصر الغذائية و الفيتامينات و الأملاح و المعادن المناسبة لإحتياجات الطيور حسب سنها ووزنها و بيئتها.
-عدم التخلص من الأسباب المؤدية الى ضعف المناعة فى الدواجن .
- زيادة الرطوبة و زيادة الأمونيا فى الحظيرة.
- قلة التهوية.
خامساً : أسباب تتعلق بالإشراف البيطري و العمالة
- إهمال العمال فى تطبيق تعليمات الرعاية و التربية للطيور و إهمالهم فى تنفيذ التعليمات الصحية الروتينية .
- يجب الوضع فى الإعتبار أن من أهم أسباب فشل العلاج بالمضادات الحيوية التشخيص الخاطىء للمرض لأن أساس العلاج السليم هو التشخيص السليم فقد تكون الإصابة فى الدواجن إصابة فيروسية مثلاً وهي حالة تحدث كثيراً وعند العلاج بالمضادات الحيوية لا يتأثر الفيروس بالمضاد الحيوى و تزداد نسبة النفوق و نسبة مرض الطيور فى الحظيرة نتيجة للتأثيرات السامة للمضاد الحيوى على الطائر و على أجهزة جسمه المختلفة و خاصة على الأجهزة المناعية و مكونات الدم به و خلاياه البيضاء و تزداد حالة الدواجن سوءاً نتيجة للتشخيص الخاطىء